مقارنة في القراءات بين كتاب تفسير غريب القرآن لابن قتيبة (ت282ه) وكتاب تفسير الطبري (ت310ه)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم القراءات كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى

المستخلص

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد، فلم تزل همم العلماء تسمو في كل عصر إلى دراسة كلام الله -عز وجل- وبيان معانيه، وكان من المقاصد التي حملت العلماء على التصنيف في علم القراءات منذ أن عرف التدوين : تقريب ألفاظ ومعاني آيات الكتاب العزيز لعامة الناس دون تطويل، ولم تزل هذه الحاجة تتجدد بتجدد حياة الناس وتنوع مستوياتهم وثقافاتهم ، وبعدهم عن لسان العرب الأول الفصيح؛ ولما كان لسان العرب أوسـع الألـسنة، والقـرآن نـزل بلـسانها، وجـاء وفـق بيانها، رام علماء القراءات والتفسير الى معرفة قراءته، وفهـم معانيـه وأحكامـه؛ ولما كانت همم الناس تضعف عن تحصيل مطولات بحر القراءات، أو تقرب من مختصراتها؛ قام بعض أهل الفن بإيجاز وتسهيل تلك المطولات وتقريبها؛ ليسهل على العامة تناولها والإفادة منها. وقد صنف أئمة الإسلام مصنفات تعددت فنونهـا، وتنوعـت أفنانهـا، واتحدت في غايتها؛ لبيان معاني وألفاظ القرآن الكريم وفهم أحكامه؛ ومـن أولئك الأعـلام مـن صـنف في علم القراءات وبيان ألفاظه ومعانيه من خلال قراءات القرآن المتعددة التي نزلت من عند الله عزوجل على رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ كالإمام ابن قتيبة في كتابه الموسوم بـــــ(تفـسير غريـب القـرآن)، وكالإمام الطبري في كتابه (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)، وقـد حـوى هذان الكتابان فوائـد وفرائـد في علم القراءات بثهـا كل من الإمام ابـن قتيبـة والإمام الطبري في ثنايـا هذين الكتـابين؛ فــــ: "كـل الصيد في جوف الفَرَا".