لماذا لا نقرأ...؟

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية عميد كلية التربية، جامعة بورسعيد السابق

المستخلص

   لقيت القراءة اهتماماً يفوق الاهتمام الذي لقيه أي موضوع آخر من مواضيع التربية في المجتمعات المتعلمة على الإطلاق. فغالباً ما يحكم على مدى نجاح المعلمين والمدارس من قدرتهم على تعليم الأطفال القراءة، ولذلك أتفق على أن القدرة على القراءة الجيدة هي أساس النجاح في المدرسة وفي الحياة اللاحقة. إذ يعتمد النجاح في المدرسة بوضوح على القراءة، وعلى الرغم من أنه يمكن الحصول على مهنة جيدة دون التمتع بقدرة جيدة على القراءة، لكن كانت خطوة إنشاء الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، برئاسة المؤسس الدكتور  فتحي على يونس، منذ عام (2000), خطوة جدية مهمة في اتجاه استعادة مجد القراءة في المنطقة ودورها في تحقيق نهضة فكرية، وتمكين مجتمعي، وتنمية مستدامة. وفى ضوء الأهمية الحيوية للقراءة ودورها المتعاظم في امتلاك ناحية المعرفة وولوج عالم الثقافة الرَحب، وما نشرته الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة من أبحاث حول كل الجوانب المتعلقة بالقراءة والتي بلغ عددها (4751) بحثا ، تم نشرها من خلال (٢٦١) عددًا من إصدارات مجلة الجمعية حتى يوليو ٢٠٢٣ م، وما عقدته من مؤتمرات علمية جادة بلغت (١٩) مؤتمراً نشر بها (٢٩٣) مقالا ، بحضور مجموعة كبيرة من الخبراء والمختصين في مصر والوطن العربي . كان لابُدَ من وقفة والتساؤل: أين موقع المنطقة العربية على خريطة القراءة في العالم ؟ وما مكانة القراءة الحرة في حياة المواطن العربي؟ وإلى أي مدى استطاعت مطالعة المكتوب أياً كان نوعه (كتباً أو مجلات أو صحفاً أو نشرات أو غير ذلك)، وأياً كان وعاؤه أو مستنده (ورقياً أو إلكترونياً) ، أن تصمد أمام جاذبية وسائل الإعلام الحديثة ؟ ولهذا كان المؤتمر الحالي. لماذا لا نقرأ ؟، سعياً إلى تشخيص علمي موضوعي لواقع القراءة في المنطقة العربية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، بعد ملاحظة حالة الضعف الحالي في المستوى القرائي لدى أبنائنا الطلاب وما أسفرت عنه نتائج البحوث العلمية، لتعزيز جهود مشروع الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة الرامي إلى تحقيق نهضة معرفية عربية ، لما يمكن أن يوفره من معلومات نوعية مفيدة وبيانات كمية هادفة تساعد على فتح مداخل متنوعة لمقاربة الوضع الثقافي والمعرفي ليس في مصر فحسب وإنما في المنطقة العربية ككل .