الخدمة الاجتماعية الأسرية ودورها في الحد من العنف بين الزوجين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تمثل الأسرة نواة المجتمع الأساسية والوحدة الأولى في بنائه، ومن ثم فإن تعرضها لأي خلل يضر بالبناء الاجتماعي للمجتمع، وقد يتسبب في انهياره على المدى البعيد، ومن ثم فلا بد من تكاتف الجهود على جميع المستويات من أجل مواجهة أية ظواهر سلبية أو مشكلات أو اضطرابات قد تتعرض لها الأسرة. (السويلم، 2012، 279)
والعنف بين الزوجين ليس ظاهرة قاصرة على مجتمع بعينه، وليس نتاجًا لثقافة أو حضارة معينة، وإنما هو ظاهرة منتشرة في العديد من المجتمعات، ولكن تختلف نسب انتشاره من مجتمع لآخر، وقد أخذت ظاهرة العنف الأسري في الانتشار بنسب متزايدة في الفترة الأخيرة. (الزواوي، 2011، 3278)
وتتعدد العوامل المؤدية للعنف بين الزوجين، فمنها ما يتعلق بالفرد نفسه مثل الخلل الهرموني، والعيوب الخلقية، والسمات والخصائص الشخصية، وأساليب التنشئة الاجتماعية، ومنها ما يتعلق بالأسباب الأسرية كالتصدع وعدم الاستقرار الأسري، ومنها ما يتعلق بالعوامل والأزمات الاقتصادية والبطالة وانخفاض الدخل، ومنها ما يتعلق بالعوامل الثقافية والأخلاقيات والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، ومنها ما يتعلق بوسائل الإعلام وتأثيرها على سلوك الأفراد. (المرواني، 2010، 97)
ومن ناحية أخرى يعد المجال الأسري من أقدم مجالات البحوث في العلوم الاجتماعية وأهمها، حيث تنظر العلوم الاجتماعية إلى الأسرة باعتبارها وحدة في ذاتها وليست أفرادًا، فالأسرة ليست مجرد تجمع من الأفراد يحتل كل منهم مكانة معينة داخل الأسرة، وإنما هي شبكة من العلاقات والتفاعلات تتم في إطار العديد من الأدوار والقواعد التي تحكم هذا التفاعل. (قاسم، 2009، 429)
وتتضمن الخدمة الاجتماعية الأسرية مجموعة من الجهود المبذولة بأسلوب فعال بغرض تنمية وصيانة العلاقات الأسرية من أجل تقوية أواصرها والمحافظة عليها، مع العمل على استغلال أقصى مدى من قدرات أفرادها، بهدف الوصول بهم إلى درجة عالية من الاستقرار والطمأنينة والعيش في جو من التآلف والمحبة والمشاركة. (الشهراني، 2008، 119)