مجتمع المعرفة وتأثيره على التنمية المستدامة ( بحث اجتماعي ميداني )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة دمياط

المستخلص

لاشك أن هناك صلة وثيقة بين العلم والتنمية ، فهو يُسهم في تحقيقها بما يقدمه لها من قوى بشرية ذات معارف وخبرات علمية وعملية تسهم بشكل مباشر في تنفيذ خطط التنمية عامة والتنمية المستدامة خاصة . فالعالم اليوم يمر بفترة تحولات جذرية سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي ، وذلك  يرجع للتطور المعرفي الهائل في تقنيات المعلومات والاتصالات، الذي أدى إلى نمو مطرد في حجم الإنتاج الفكري المعرفي، ذلك الأمر الذي جعل العالم أشبه بقرية كونية  صغيرة .
    لذا فإن معظم  المجتمعات المتقدمة  وشبه المتقدمة تقف جميعها في وسط مفترق الطرق الذي يمثل بدوره الوضع الراهن بما يحتويه من تحولات كبرى في الاقتصاد المعلوماتي ، ذلك الأمر الذي يستلزم من المجتمعات الشبه المتقدمة ومن بينها المجتمعات العربية ضرورة مراجعة توجهاتها الإنمائية ورسم خطط مستقبلية بديلة لها بما يتناسب مع الاحتياجات و المتطلبات المعاصرة للمجتمع القائم على اقتصاد المعرفة.  فالمعرفة ليست موضوعاً جديداً بقدر ماهي مصطلح جديد لمعنى قديم هو "العلم" فهناك العديد من الآيات التي تحث على التأمل وإعمال العقل والفكر والمنطق ، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن:1 -4] .