نظرية المجالات الدلالية دراسة تطبيقية في لغة الطفل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ اللغويات التطبيقية المشارك بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها جامعة أم القرى بمكة المكرمة

المستخلص


    يجد المتأمل في الإيقاع المتلاحق للعصر الحاضر تغول تيار العولمة وتلاشي الحدود والمسافات في ظل الانفتاح المعلوماتي ووفرة قنوات التواصل؛ ما أسفر عن تفوق بعض اللغات وخفوت الكثير منها؛ ولا يمكن أن تبقى العربية في معزل عن تلك التيارات المتلاطمة، ما يحتم على أبنائها قيامهم بالواجب تجاهها؛ فالعناية بالعربية هي نوع عناية بالقرآن الكريم، دستور الأمة ونبراس حياتها.
 وتعد العناية بلغة الأطفال هي المسار الصحيح للتهوض باللغة العربية وثقافتها، تنبع أهمية هذا الورقة من خطورة المرحلة التي يتصدى لها بالدراسة من عمر الطفل لما يترتب عليها من أمور تؤثر على الفرد وتشكل مستقبله حتى النهاية، وهذه الفترة_ أعنى فترة الطفولة المبكرة_ فترة حساسة..فعندما يبلغ الطفل سن الالتحاق بالمدرسة يكون قد استقر عنده أكثر الوصلات المخية الأساسية، والاستعدادات اللغوية والقدرات البدنية والأسس المعرفية().
       وحتى ترتقي لغة من اللغات وتتبوأ مكانتها اللائقة بها لابد من تكاتف أبنائها جميعا بتجويدها على ألسنتهم أولا، و بنشرها وتيسير أسباب تعلمها لمن يرغب ذلك تاليا، وقد بلغت اللغة الإنجليزية ما بلغت بتيسير أسباب تعلمها لغير الناطقين بها_كما يقول وليم راسيل:"إذا أقمنا عددا من المدارس في أنحاء مختلفة في آسيا وأفريقيا لتعليم اللغة بدون رسوم وإعطاء منح متعددة من المصانع البريطانية للطلاب المتفوقين، فإن هذه الخطوة هي الخطوة الأولية التي يستطيع البريطانيون تبنيها ليتم قبول تجارتهم بشكل عام ومعتقداتهم وآرائهم ودينهم بشكل خاص، وستكون اللغة هي الوسيلة لغزو القلب وغرس المحبة فيه، وهذا أكثر فاعلية من الغزو بالسيوف والمدافع!" () .