دور الأخصائي الاجتماعي مع الفريق العلاجي في المستشفيات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تلقي الحالة المرضية على صاحبها انعكاسات سالبة، تتطور إلى مشكلات قد تشتد أو تتواصل تبعا لتداعيات المرض الجسمية، وتمتد إلى أجواء الأسرة وفقا الظر وف الأسرة وتقبلها لتلك الحالة وتداعياتها، كما أن ظواهر سالبة قد تسود إلى المجتمع عند انتشار الحالة المرضية واتساع أضرارها داخل المجتمع، وهذا كلو يوضح أهميةالخدمة الاجتماعية الطبية في مساعدة المرضى على التغلب على المشكلات الناتجة عن المرض. (غرايبة، 2008، 22) 
 وتتنوع المشكلات الناتجة عن المرض ما بين مشكلات اجتماعية ونفسية واقتصادية، كما يختلف تأثير هذه المشكلات على حياة المريض وفقاً لمجموعة من العوامل، ومن بينها: الحالة الاقتصادية للمريض وقدرتو على الوفاء بالتزامات العلاج، والحالة النفسية للمريض، وكذلك حالته الاجتماعية وظروفه الأسرية، والمرحلة العمرية التي يمر بها، وأيضاً طبيعة المرض نفسه، ومدى المساندة التي يجدها المريض من أسرته، فضلبً عن نظرة المجتمع له. (عبدالجليل، 2073، 37) 
 ويمثل المجال الطبي أحد أهم مجالات الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في العصر الحديث، حيث يمكن للأخصائي الاجتماعي كعضو في فريق العمل العلاجي تقديم المساعدة في مواجهة العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية المرتبطة بالمرض، وتعتبر هذه المساعدات جزءا لا يتجزأ من الخدمات العلاجية التي تقدم للمريض. (السيف، 7999، 277) وتعتبر الخدمة الاجتماعية الطبية في صميمها خدمة إنسانية، وركيزة يبنی عليها العمل الانساني، حيت كان المفهوم السائد فيما مضى عن الخدمة الاجتماعية الطبية هو تدخلها لمساعة المرضي اقتصادياً، حيث كان هذا المفهوم في البداية في شکل مساعدات عينية ومالية تقدم من ذوي القلوب الرحيمة للمرضى المحتاجين والفقراء، وبفضل التقدم العلمي تدخلت الخدمة الاجتماعية في تعديل الآثار الاجتماعية والنفسية، وأيضًا تدخلت لتحسين أسلوب ومستوى الخدمات العلاجية والاجتماعية المقدمة للمريض بالمؤسسة الطبية. (عبدالجليل، 2073، 77) 
ويصنف المرضى المترددون على قسم الخدمة الاجتماعية الطبية إلى: مرضی مشاكلهم وظروفهم الاجتماعية والنفسية لها آثار بالغة في حالتهم المرضية، ومرضى حالتهم المرضية تتطلب رعاية اجتماعية خاصة لضمان نجاح العلاج الطبي، ومرضى بأمراض معدية يعيشون في ظروف اجتماعية وبيئية سيئة ويحتاجون الرعاية الاجتماعية، ومرضى يمكن علاجهم في فترة زمنية وجيزة وليست لديهم مشكلات أو صعوبات اجتماعية. (سرحان، 2006، 406) 
وتقوم فلسفة الخدمة الاجتماعية الطبية على الإيمان بكرامة الفرد، وحقه في تقرير مصيره، ومساعدته في ضوء الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة في المجتمع لما فيو مصلحتو ومصلحة مجتمعه، ومساعدته في التخلص من العوائق التي تؤدي إلى سوء التكيف والتوافق الاجتماعي بينه وبين بيئته، وبالتالي القيام بدور وقائي وعلاجي بالتعاون مع الفريق العلاجي لإعادة المريض لبيئته الاجتماعية. (سرحان، 2006، 404) 
وتكمن أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية في دورها في مساعدة المرضى على التماثل للشفاء، خاصة وأن بعض الأمراض قد لا تستجيب للعلاج الطبي وحده لكونها أمراض ذات صبغة اجتماعية، وقد تكون الجوانب الاجتماعية والأنماط الثقافية أحد أسباب حدوث هذه الأمراض أو انتشارها، وقد تكون الظروف المصاحبة للمرض أشد خطرا على المريض من المرض العضوي ذاته، ولذلك تبدو أهميةالخدمة الاجتماعية الطبية في تحسين هذه الظروف، حتى يتمكن المريض من الشفاء ويستعيد أداؤه الاجتماعي بأسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى أن لها دور مهم في عمليات الوقاية من خلال نشر الوعي الصحي، وزيادة الثقافة الصحية لأبناء المجتمع من أجل وقايتهم من الأمراض، وتجنب الانتكاسة أو انتشار العدوى بين أفراد الأسرة والمجتمع. (المليجي، 2006، 47)
ويعمل الأخصائي الاجتماعي ضمن الفريق العلاجي باعتباره يمثل مهنة تساعد المريض على الاستفادة الكاملة من برامج العلاج، والنهوض بمستوى الخدمات الصحية والاجتماعية الموجهة للمريض، ويتم ذلك من خلال عدة اعتبارات، منها: اعتبار العمل الاجتماعي الطبي وثيق الصلة بالجماهير، وىدفو حل مشاكل المرضى الاجتماعية المسببة أو الناجمة عن المرض أو الإصابة من خلال العمل المتكامل مع الفريق الطبي، والعمل مع الفريق الطبي للوقاية من المرض أو اکتشافه في مرحلة مبكرة، والعمل مع الفريق الطبي في رسم خطة العلاج وتهيئة الظروف المناسبة للمريض للتكيف مع المجتمع بعد شفائو، وإجراء البحوث الميدانية المتصلة بنواحي العمل الاجتماعي الطبي، ورفع معدلات الأداء وزيادة الإنتاجية في مجالات الخدمة الاجتماعية الطبية، والمشاركة في تخطيط برامج الخدمات الاجتماعية الصحية وإدارتها. ومن ثم فإن الخدمة الاجتماعية تهدف إلى مساعدة المريض للوصول إلى الشفاء بأسرع وقت ممكن، وحتي يمكن أن يؤدي وظيقته وأدواره. (قمر، 2007، 797)