الأهمية التجارية لميناء مسقط منذ فجر التاريخ وحتى عام 1970م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

دلت الحفريات الأثرية على استقرار الإنسان بمسقط منذ آلاف السنين، حيث تم العثور في منطقة الوطية على أقدم مستوطنة للإنسان الحجري في شرق الجزيرة العربية يعود تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد، عثر فيها على مخلفات أثرية شملت أدوات حجرية وقطع فخارية ومواقد النار وبعض الأدوات الصوانية الحادة على شكل مقاشط وأنصال وسهام، إضافة إلى بعض النقوش الصخرية المعبرة عن أساليب الصيد وطرق مقاومة الحيوانات المفترسة، واستمرت التنقيبات الأثرية في موافاتنا بشواهد دلت على ممارسة الإنسان القاطن بمسقط الصناعات الحرفية والزراعة والتجارة منذ عصور ما قبل الميلاد، حيث عثر في قرية الجصة الواقعة بولاية مسقط على قطع نحاسية تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، ودلت التنقيبات الأثرية في منطقة رأس الحمراء بمسقط على وجود حضارة أطلق عليها علماء الآثار مسمى حضارة الصياد العماني، وعثر فيها على مدافن تحتوي على عشرين هيكلا مصنوعا من الأصداف والخرز، ولها دلايات على شكل أوراق النبات وحبات اللؤلؤ الذي يعتبر من أقدم أنواع اللؤلؤ في الخليج، ودلت التنقيبات الأثرية على ممارسة سكان محمية بوشر للنشاط الزراعي وحفرهم القنوات المائية لسقي مزروعاتهم، كما عثر في بوشر على قبور دائرية الشكل تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد احتوت على البقايا الجنائزية كالأواني الفخارية وغيرها، وأوضحت المكتشفات الأثرية وجود صلات تجارية بين سكان رأس الحمراء في مسقط وحضارة الهاربا التي قامت على نهر الأنديس في بلاد الهند.