فاعلية إستراتيجية تدريسية قائمة على نظرية ما بعد البنائية في تنمية مهارات الفهم القرائي والكتابة التفسيرية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بالبحرين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 دكتوراه في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية - كلية التربية - جامعة الأزهر

2 البحرين

المستخلص


       يتبوأ الفهم القرائي مكانة مهمة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية؛ حيث يساعدهم في التفاعل مع المادة المقروءة، ويزودهم بالمعلومات المراد اكتسابها، ويساعدهم في الارتقاء بالعبارات، والألفاظ والتراكيب التي تسهم في تقوية قدراتهم على التعبير، وتنمية الثروة اللغوية لديهم، وأيضا يساعدهم في تلخيص ما تم قراءته في لغة موجزة وسليمة، وتعزيز قدراتهم على نقد المقروء، وإبداء آرائهم فيه، وكذلك يسهم في تنمية حبهم للقراءة، والميل إليها، وزيادة محصولهم الثقافي، كما يتيح لهم التقدم في سائر المواد الدراسية، ويُمكنهم من مواجهة الثروة المعرفية الضخمة التي فرضت نفسها على العالم كله، ويساعدهم في مواجهة ما يقابلونه من مشكلات، بالإضافة إلى أنه يكسبهم شخصية متفردة لها رأي خاص وينمي الثقة في أنفسهم. (إبراهيم عطا، 2011: 254؛ محمود الناقة، 2017: 293) 
      وتتبوأ الكتابة التفسيرية مكانة مهمة أيضا لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية؛ حيث إنها تساعدهم في تقديم معلومات تفصيلية حول الموضوعات التي يدرسونها وفهمها، كما تساعدهم في دعم الأفكار المتضمنة داخل الموضوع من خلال تقديم شرح واف له، وتساعدهم كذلك في تقديم أدلة وشواهد وحجج مقنعة وبيانات ومعلومات من مصادر موثوق منها وإحصائيات صادقة تؤكد صحة الأفكار المقدمة داخل الموضوع، وتساعدهم أيضا على تقييم هذه الأدلة وتلك الشواهد والحجج والبيانات والمعلومات وانتقائها وإبداء الرأي فيها، بالإضافة إلى أنها تساعدهم على تقديم رؤية نقدية لموضوع ما ومعالجة فكرية لمشكلة ما، علاوة على أنهم يستخدمونها عند قراءة الكتب الدراسية والمجلات العلمية والمقالات الصحفية؛ مما يساعدهم على اكتساب مفردات وتراكيب لغوية جديدة، ويستخدمونها كذلك عند اجتياز الامتحانات الفصلية والأبحاث التقويمية. Moss, 2004) ؛ (Kirsten, 2011
          ونظرا لأهمية كل من الفهم القرائي والكتابة التفسيرية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، فقد ظهرت نظريات عديدة يمكن أن تسهم في تنمية كل منهما، ولعل من أهمها نظرية ما بعد البنائية، تلك التي ظهرت على يد (جوردن Giordan) الذي اقترح مع فريقه البحثي في سويسرا أول نماذجها وهو نموذج التعلم التفارغي في عام 1999م، الذي يهدف إلى مساعدة التلاميذ في التعلم بأنفسهم من خلال ربطهم للمعلومات الجديدة بالسابقة فيتحقق اكتسابهم لها، ويعتمد ذلك على مدى ممارستهم للأنشطة الذهنية المتنوعة (Giordan, et.al., 1999)، ثم تطورت هذه النظرية على يد (هاكرينان Hakkarainen) الذي اقترح مع فريقه البحثي في فنلندا ثاني نماذجها وهو نموذج الاستقصاء التقدمي في عام 2003م، الذي يهدف إلى مساعدة التلاميذ في اكتشاف المعلومات، واستقصائها، وتنظيمها، وتحليلها، وتفسيرها، وطرح الأسئلة حولها (Hakkarainen, 2003).
     وتحظى نظرية ما بعد البنائية بمكانة مهمة في تعلم تلاميذ المرحلة الابتدائية؛ حيث إنها تساعدهم في البحث عن المعلومات، والحصول عليها، واستخلاصها، واكتسابها، وحفظها، والبحث فيما وراءها من فكر، وتمكنهم من مهارات تحليلها وتفسيرها وتقويمها، كما تيسر لهم توليد الأسئلة المتعلقة بها، بالإضافة إلى أنها تساعدهم في توظيفها في مواقف جديدة. (Berger, et.al, 2009, P.12)