الأسرة هي المؤسسة الأولى في عملية التنشئة الاجتماعية، وأن ما يحدث بداخلها وبين أفرادها ينعکس على الأبناء وسلوکياتهم، يتأثرون ويأثرون فيمن حولهم، ففيها تتشکل شخصية الفرد، وتبنى ثقافته، فکلما تماسکت الأسرة تماسک المجتمع والعکس صحيح. ومع ذلک فقد تظهر أحياناً بعض الصعوبات والمشکلات وهي بلا شک تعوق التفاهم داخل الأسرة، وفي هذه الحالة يقف أفراد الأسرة ومن يليهم من القرابة عدة مواقف تکون إما لتفادي المشکلة والتخفيف منها، أو معالجتها بالفصل بين الزوجين، وذلک ما بينه لنا القرآن الکريم حيث قال جل وعلا في کتابه العزيز: " وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَکَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَکَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ". ويقول رسولنا الکريم : "أبغض الحلال إلى الله الطلاق" ويتضح لنا من الحديث الشريف أن الإسلام يبغض الطلاق ولا يشجع عليه مطلقاً؛ وذلک لأنه يهدم بناء الأسرة، ويقضى على مستقبل الأبناء والبنات وتربية الأولاد، إلا أن هناک من الحالات ما يستوجب ذلک.