الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد بن عبد الله النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن الإسلام قد جاء بمحاسن الأخلاق ونهى عن مساوئها، ولن يستطيع الإنسان التحقق من الأخلاق إلا إذا کانت مراقبًا لله في تصرفاته وحرکاته وسکناته، مع تحققه بتقوى الله تحققًا کاملاً. فتقوى الله من أهم ما يجب أن يتحلى به المؤمن في سيره إلى الله. والتقوى ليست بالتقشف والبعد عن المتع والملذات وهجران نعيم الدنيا ومتاعها، بل التقوى هي أن يأخذ الدنيا بحقها وفق أوامر الله تعالى ونواهيه. فالتقوى هي أساس کل خير في حياة الإنسان المؤمن. فالتقوى هي أساس الإيمان وعبادة الله، وبها يتم الوصول إلى جنات النعيم، والنجاة من نار الجحيم. ولا فائدة للأعمال والعبادات إلا إذا أداها المسلم خالصًا لله تعالى بدافع من تقوى الله ومخافته.