تطور حرکات إصلاح التعليم بالجامع الأزهر

الجامع الأزهر هو الجامعة الإسلامية الکبرى التي ذاع صيتها، واشتهر أمرها في آفاق العالم الإسلامي، وقصدها طلاب المعرفة من کل أرجاء الدنيا، أنشئ الجامع أيام الدولة الفاطمية على يد جوهر الصقلي() قائد جيش المعز لدين الفاطمي، وکان الهدف من إنشائه أن يکون مدرسة للمذهب والدعوة الشيعية، ومرکزا دينيا للدولة الفاطمية.
وظل الأزهر يشغل المکانة العلمية التي أريد له أن يکونها، ويتمتع برعاية خلفاء الدولة الفاطمية المتعاقبين على حکم مصر، إلى أن فل نجم دولتهم باستلاء الدولة الأيوبية على مصر، ولسعي الدولة الأيوبية لمحو الأثر الشيعي من مصر، قامت بتهميش دور الأزهر، وأبطلت صلاة الجمعة فيه() کما قامت بإنشاء عدة مدارس() من أجل مزاحمته وصرف الناس عنه، وکانت هذه المدارس قائمة على قاعدة التخصص في المذاهب الأربعة()، فکل مدرسة کانت تقوم بتدريس مذهب معين، وهو ما حدا ببعض الباحثين إلى إطلاق اسم الکليات عليها.