تطوير منهج التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية في ضوء حقوق الإنسان في التصور الإسلامي بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

معهد الدراسات التربوية - جامعة القاهرة

المستخلص

تعيش الإنسانية – مع بدايات الألفية الثالثة- أکثر عصورها تيهًا واختلاطًا واشتباکًا بالشکل الذي يستحيل على الإنسان فيه – کما يقول على مدکور([1]) - أن يتصور الواقع الافتراضي للمستقبل؛ عصرٌ يلهث فيه قادمه يکاد يلحق بسابقه، وتتهاوى فيه النُّظم والأفکار على مرأى من بدايتها، وتتقادم فيه الأشياء وهي في أوْج جِدَّتها..عصرٌ تتآلف فيه الأشياء مع أضدادها، حتى أعلن بعض العلماء نهاية الأضداد؛ نهاية تضاد الجميل والقبيح في الفن، والعدل والظلم في السياسة، والصدق والزيف في الإعلام ، والموضوعية والذاتية في العلم، والشرعية والشذوذ في العلاقات الإنسانية... في هذا العصر يصبح التمسک بالثوابت الدينية، والخصوصية الإسلامية والعربية هو العاصم الوحيد من الوقوع في الفوضى الشاملة والانهيار الکامل.
ومن هنا تنبثق أهمية التربية الإسلامية بمفهومها الأکثر اتساعًا وشمولا، فهي لا تنفصل عن الإسلام، قال تعالى: {إنّ الدِّينَ عَنْدَ اللهِ الإسلامُ ( آل عمران – من 19)}، " والدين الإسلامي بهذا الاعتبار دين العقول القادرة، لا دين العقول السادرة، دين الفطرة لا دين الهوى، دين الواقع لا دين الخيال، دين الصراحة لا دين التضليل، دين العِزة في الخضوع لله، لا دين الذلة في الخضوع لغير الله، دين مصلحة الجميع ودين مصلحة المجموع، دين الدنيا والآخرة، لا دين واحدٍ منهما".([2])



([1])  علي أحمد مدکور: منهج التربية في التصور الإسلامي، القاهرة، دار الفکر العربي، 2001م، مقدمة، ط2


([2])  إبراهيم محمد عطا: طُرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية. القاهرة، مکتبة النهضة المصرية، د-ت  الجزء الثاني، ص 119.