التّرجيح بالقياس عند ابن هشام في کتابه مغني اللبيب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

بيروت - لبنان

المستخلص

الحمد لله ذي المنن الجزيلة ، والعطايا الجليلة ، التي لا ينقطع أمدها، ولا تدرک نهايتها، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الميامين وسلم تسليما.                                                                                         أما بعد
فإن الله سبحانه وتعالى شرف هذه اللغة ؛ بأن جعلها لسان کتابه الکريم ، فنالت بذلک مکانة وحفظا من الله عز وجل  بحفظه لکتابه الکريم .
وقد قيض الله لها علماء فضلاء نذروا أنفسهم في خدمة هذه اللغة ، والعناية بها ، ومن أولئک الأعلام ابن هشام الأنصاري أحد أعلام الأمة ، وأبرز نحاتها المحقّقين، من نحويي القرن الثّامن، والذي بلغ صيته ومؤلفاته الآفاق ، ومن أعظم مؤلفاته وأشهرها کتابه      ( مغني اللبيب عن کتب الأعاريب ).
ذلک الکتاب الذي له من عنوانه أکبر دليل على مکانته بين مؤلفات النحاة عموما ، ومؤلفات ابن هشام خصوصا . فقد أودع فيه ما لم يودعه في غيره من مصنفاته .
وعندما قلبت صفحاته ووقفت على ما أودع فيه من علم وفير ، ومسائل نحوية رأيت اعتماده في احتجاجه وترجيحاته على الأدلة النّحوية من سماعٍ، وقياس، واستصحاب، وإجماع، وقواعد توجيه.
ومما لا شک فيه أن القياس هو الدليل الثاني من الأدلة الإجمالية في النحو بعد السّماع.