فاعلية المنصات الإلکترونية والتطبيقات التکنولوچية لممارسة مهارات التربية العملية والتفکير الإبداعى في فنون اللغة العربية وعلومها لدى الطلاب المعلمين بکليات التربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية المساعد کلية التربية – جامعة بورسعيد

المستخلص

    نعيش الآن في عصر يکتظ بالمستحدثات والمتغيرات بل والظروف الدخيلة التى من شأنها أن تغير الأوضاع الحالية فى لمح البصر، ولعل أهم هذه المتغيرات هو مرور العالم بما يسمى بجائحة کورونا، هذه الجائحة التى بسببها غيرت دول بعينها من سياساتها وأنظمتها في کافة المجالات، وخاصة المجال التعليمى؛ مما أدى بأعضائه إلى محاولة فهم مايدور حولهم وإمکانية التعايش معه.
    وحاول جميع العاملين في المنظومة التعليمية التغلب على هذه الظروف الطارئة بابتکار أساليب وطرق مستحدثة لمجاراة الأمور المتعلقة بالتدريس والتعلم وما يعقبهما من تقويم واختبارات، وبعض من هذه الأساليب حقق نجاحاً والبعض الآخر لم يحقق، وتبنى القائمون على العملية التعليمية الأساليب التى حققت نجاحاً وذللوا أمامها الصعوبات لتفعيل الاستفادة منها.
    إلا أنه ظلت بعض العقبات تقف حائلاً أمام تخطى الأزمة، عقبات أمام الطلاب وأعضاء هيئة التدريس سواء في المدارس أو الجامعات، ومن بين هذه العقبات کل مايتعلق بممارسة الجوانب العملية للشروحات النظرية، مثل ممارسة مهارات التربية العملية فى کليات التربية فى ظل الحظر المنزلى وعدم ذهاب الطلاب / التلاميذ إلى مدارسهم، واتباع الجميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس کورونا المستجد.
    من المعروف أن مادة التربية العملية من المواد الأساسية بل الجوهرية فى کليات التربية، والتى من خلالها يجمع الطالب المعلم بين الحاضر والمستقبل، يطبق ما يتعلمه فى الميدان الفعلي، يکتشف ويحلل ويکتسب خبرة ويتعرف صعوبات ويمارس مهارات تخطيطية وتنفيذية وتقويمية، فى کافة المواد الدراسية، ومن بينها مادة اللغة العربية، التى يتطلب ممارسة تدريسها وتعليمها الکثير من المهارات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 يسير التوثيق فى هذا البحث بالإشارة إلى اسم المؤلف ثم سنة النشر ثم رقم الصفحة إن وجدت.
    هذه الأهمية السابقة لدور التربية العملية فى ممارسة الطلاب المعلمين لمهاراتها فى شرح مادة اللغة العربية، وضعها في موضع يستدعى الکثير من مهارات التفکير لتفعيل تطبيقها وعدم التخلى عن مبادئها أو تنحيتها جانباً فى ظل أية ظروف طارئة أو متغيرات يصعب معها العمل أو تحجيمها في أطر نظرية بحتة.
    أيضاً يرتبط بالتربية العملية إعمال التفکير من قبل الطالب المعلم، ويتمثل هذا التفکير فى إبداع حلول وممارسات تدريسية وتربوية تتغلب على کافة الصعوبات والعقبات، ولعل من أنجح أنواع التفکير مع مادة مثل مادة التربية العملية هو التفکير الإبداعى، بما يشمله من مهارات أصالة ومرونة وطلاقة تفيد هذه المادة فى حد ذاتها کما تفيد الطالب المعلم نفسه.
فيتفاعل الطالب المعلم الدارس مع استراتيچيات وطرائق تدريس فنون اللغة العربية وکيفية تدريسها، ويحاول أن يعمل إبداعه ويدير تفکيره فى کل مايخدم مجاله ويذلل أمامه کافة الصعوبات؛ حيث إن الإنسان عندما يتطلب الأمر منه إعمال التفکير فإنه يفکر ويبدع، خاصة عندما يتعلق الموقف بمشکلات أو صعوبات تتحدى هذا التفکير وذلک الإبداع.
مما سبق يظهر تحدى يواجه القائمين على العملية التعليمية فى المدارس والجامعات خاصة کليات التربية، هذا التحدى الذى يواجه تطبيق الممارسات العملية من خلال مادة التربية العملية من قبل الطلاب المعلمين بکليات التربية على تلاميذ / طلاب المدارس وخاصة فى فنون اللغة العربية وعلومها، التي يمارس من خلالها المعلمون والطلاب المعلمون أدواراً جديدة فى ظل ظروف جائحة کورونا الحالية، وممارسة أساليب التعلم الهجين.
هذه الأهمية دعت إلى تطوير ممارسات الطلاب المعلمين مما يطوّر من مهاراتهم فى التربية العملية، ومهاراتم فى التفکير الإبداعى، بل وتطوير فى أدوارهم التعليمية التى يتبنوها، ولا سبيل لهذا التطوير الآمن إلا من خلال استخدام التقنيات التکنولوچية والإلکترونية الحديثة، التى من خلال استخدام البعض لها خارج الإطار التعليمى تبين لهم مدى أهميتها فى ربط الأفراد ببعضهم البعض بل والمجتمعات.
ومن بين هذه التقنيات التکنولوچية المنصات الإلکترونية مثل منصة مايکروسوفت تيمز (Microsoft Teams) ، ومنصة إيدمودو (Edmodo)، ومنصة مودل (Moodle)، هذه المنصات التى يستطيع من خلالها المعلم أن يتفاعل مع الطالب يرى وجهه يسمع صوته يسأله ويسمع إجابته، يرسل من خلالها الطالب واجباته ويصححها معلمه، أيضاً تتيح للمعلم نشر کافة المصادر العلمية وأوراق العمل للتلميذ/ الطالب، أى التحکم فى کل ما يکوّن الموقف التعليمى.
أيضاً يوجد مايسمى بالتطبيقات التکنولوچية التى لها صدى واضح فى عالم التواصل، ومن بين هذه التطبيقات المستخدمة تطبيق زووم (Zoom) وتطبيق ويبکس (Webex Meet)، وتطبيق واتساب (whatsApp) وتطبيقات أخرى يمکن استخدامها فى المنظومة التعليمية وتوظيفها لصالح الطالب والمعلم والطالب المعلم والعملية التعليمية ککل .
ومن خلال الاستعراض السابق تتضح أهمية استخدام هذه المنصات الإلکترونية وتلک التطبيقات التکنولوچية لتيسير ممارسة الطالب المعلم لمهارات التربية العملية المتعلقة بفنون اللغة العربية وعلومها، وما يتعلق بها من مهارات التفکير الإبداعى.