أثرُ التقنيةِ الحديثةِ على الوضوءِ والغسلِ: (دراسةٌ فقيهةٌ مقارنةٌ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دکتوراة في الفقه من کلية الشريعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

المستخلص

فلقد خلق الله -عز وجل- الکون للإنسان وسخره له، فيستفيد منه في شتى مناحي الحياة، وهذا من إعمار الکون، فلقد کان نبي الله داود يستخدم الحديد، وصنع منه ما علمه الله تعالى، مستخدمًا في ذلک أحدث ما توصل إليه العلم في عصره، وکذلک کان ابنه نبي الله سليمان مهتمًا بالتقنية، واستخدامها في العمران، فقال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحًا إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ کَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّکُورُ)[سبأ: 10-13]، ويتسابق الإنسان في مجال التقنية الحديثة في شتى المجالات خصوصًا المجالات الطبية، وکان لهذه التقنية أثرٌ کبيرٌ في حياة المسلم؛ حيث إنه ليس ببعيد عن استخدامها، وهي مرتبطةٌ ارتباطًا کليًا بالفقه الإسلامي، فما من حادثة، إلا ولها حکمٌ في الشريعة الإسلامية، ونظرًا لأهمية موضوع التقنية الحديثة، وأثره في العبادات عمومًا، وعلى الوضوء والغسل خصوصًا؛ جاءت هذه الدراسة تحت عنوان: " أثرٌ التقنيةِ الحديثةِ على الوضوءِ والغسلِ: دراسةٌ فقيهةٌ مقارنةٌ".