العَلْمانيةُ ومنظومةُ التعليمِ الدوليةِ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بجامعتي القاهرة والطائف

المستخلص

يرى علماءُ التربية والباحثون المعاصرون أن مفهوم التربية في صدر الإسلام، کان يتطوّر بتطوّر ظروف المجتمع. وکانت أساليبُ التعليم المرافقة لتطبيق المنهج التعليمي ، تؤکد استمرارية التعليم في المجتمعات الإسلامية التي تتأسس على القاعدة التالية: الناسُ عَالِمٌ ومُتعلِمٌ، وما بين ذلک همجٌ لا خير فيه. وکان استمرارُ طلب العلم، صفةً ملازمةً لکل من انتسب لميدان العلم.
وقد انعکسَ أولُ مظهرٍ للتطور التربوي في العصر العباسي على مفهوم التعليم ومنهاجه. ذلک لأنَّ مفهومَ التعليمِ ارتبط بطبيعة العصر وظروف المجتمع. وقد مثَّلَ هذا الاتجاه أئمةُ المذاهب، فأبوحنيفة مثلًا دعا إلى تنظيم منهاج يجعل المتعلم يعيش عصره فکرًا وثقافة، ويسلحه بما يجابه به التحديات التي تواجهه. ولم يقف أبو حنيفة عند التقرير النظري، وإنما عمل على ترسيخ مفاهيمه في نفوس تلاميذه الذين تعرضوا للموقف نفسه. وبرأيه أنَّ على المتعلم أن يطَّلِعَ على تيارات عصره، ومعرفة الخاطئ من الصحيح، حتى يتخلص من الجهل وحتى لا تنزل به شبهة مما ينزل بغيره، وألا يقتصر على تعلم ما يعتقد المتعلم أو المعلم أنَّه الحق، لأنَّ ذلک يجعل العلم شبيهًا بالجهل. فالْحقُّ لا يُعرف إلاّ بمعرفة الباطل، والصوابُ لا يتوصل إليه إلا بالوقوف على الخطأ. (الخليج/ 2009)