برنامج تعليمي قائم على المدخل البنائي الإجتماعي لتنمية مهارات التفکير الإبداعي والقيم الاجتماعية لدى تلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

معهد البحوث والدراسات العربية قسم البحوث والدارسات التربوية جامعة الدول العربية

المستخلص

              يعد التعلم الأسلوب الأهم الذي يمکِّن الأمم المختلفة من إعداد شعوبها إعداداً علمياً سليماً يؤهلهم للتعامل اليقظ بفکر علمي وتفکير منطقي مع کل ما تأتي به العولمة من مؤثرات سواءً أکانت إيجابية أم سلبية، ونتيجة للانفجار المعرفي المتسارع وتراکم المعارف، لم يعد هدف العملية التعليميّة مقتصراً على إکساب الطلبة المعارف والحقائق، بل تعداه إلى تنمية قدراتهم على التفکير والتحليل والنقد والتعميم.                                                                                                
وقد سعى المفکرون إلى فکرة الانتقال بالتعلم في مراحله المختلفة من النمط التقليدي الذي يعتمد على التلقين والحشو إلى نمط أخر حديث يدعو إلى ضرورة منح الطلبة قدراً کافياً من الاعتماد على ذاتهم في التعلم، والتعامل مع المحيط الذي يعيشون فيه، کما تعالت الدعوات بضرورة إثراء أنواع التفکير المختلفة مثل التعلم البنائي.                                                                                                     
     فالمدرسة البنائية من أکثر المداخل التربوية التي ينادي بها التربويون في العصر الحديث، وهي تتداخل مع الإدراکية في کثير من النقاط، إلا أنها تتميز عنها بتأکيدها على توظيف التعلم من خلال السياق الحقيقي، والترکيز على أهمية البعد الاجتماعي في إحداث التعلم. والمدرسة البنائية لها أکثر من منظور في التعلم، وهي بشکل عام تؤکد على أن الفرد يفسر المعلومات والعالم من حوله بناء على رؤيته الشخصية، وأن التعلم يتم من خلال الملاحظة والمعالجة والتفسير أو التأويل، ومن ثم تتم الموائمة أو التکييف للمعلومات بناء على البنية المعرفية لدى الفرد، وأن تعلم الفرد يتم عندما يکون في سياقات حقيقية واقعية وتطبيقات مباشرة لتحقيق المعاني لديه.( کمال زيتون، 2003)
     ويرى التعلم البنائي أن المتعلم نشط وغير سلبي، وأن المعرفة لا يتم استقبالها من الخارج أو من أي شخص، بل هي تأويل ومعالجة المتعلم لأحاسيسه أثناء تکون المعرفة. والمتعلم هو محور عملية التعلم، بينما يلعب المعلم دور الميسر ومشرف على عملية التعلم، ويجب أن تتاح الفرصة للمتعلمين في بناء المعرفة عوضاً عن استقبال المعرفة من خلال التدريس. وأهم نشاط في التعلم  البنائي هو التعلم الواقعي، والذي يرى أن التعلم يتم في السياق situated learning  contextualize.