أصول النحو القياسية في المفصل للزمخشري (استصحاب الحال)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة دمياط

المستخلص

نبحث في هذا الفصل عن مفهوم (الاستصحاب) کما جاء في الفکر النحوى نظراً وتطبيقاً.
الاستصحاب فى اللغة:
الاستصحاب مصدر استصحب، وهو (استفعل) من صحب، والصاد والحاء والباء أصل واحد يدل على مقارنة شيء، ومن الباب: أصحب فلان، إذا انقاد، وکل شيء لاءم شيئا فقد استصحبه. ([1])
ويأتي الفعل: (اسْتَصْحَبَ) متعدياً لمفعول واحد، فيقال: اسْتَصْحَبَ الرجُلَ: دَعاه إِلى الصُّحْبة؛ وَکُلُّ مَا لَازَمَ شَيْئًا فَقَدِ اسْتَصْحَبَهُ، ومتعدياً لآثنين نحو: استصحيته الکتابَ، وتأتي (صْحَبَ) مجرد وتکون بمعني عاشر، وهذه المادة فيها معني الملاءمة والملازمة.([2])
الاستصحاب فى الاصطلاح :
نجد ابن جنى يقعد باباً خاصا للاستصحاب وقد جعل عنوانه: إقرار الألفاظ على أوضاعها الأول, ما لم يَدْعُ داعٍ إلى الترک والتحول.([3])
وبعده عرف الأنباري الاستصحاب في کتابه ( الإغراب)  بقوله : هو إبقاء حال اللفظ على ما يستحقه في الأصل عند عدم وجود دليل النقل عن الأصل ([4])، ولم يکرر تعرفه في لمع الأدلة ولکن اکتفي بالتمثيل بقوله: المراد به استصحاب الحال الأصل فى الأسماء وهو الإعرا، واستصحاب الحال الأصل فى الأفعال وهو البناء ، حتى نجد في الأفعال ما يوجب الإعراب، ويوجد فى الأسماء ما يوجب البناء. ([5])



[1] ـ يُنْظَر: المقايس اللغة لابن فارس 3/335، لأحمد بن فارس بن زکرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ)، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الناشر:دار الفکر،عام النشر: 1399هـ - 1979م.


[2] ـ يُنْظَر: اللسان 1/520( صحب)، والقاموس المحيط 1/104، وتاج العروس 3/186 ( صحب ) .


[3] ـ ُينْظَر: الخصائص 2/458.


[4] ـ يُنْظَر : الإغراب فى جدول الإعراب لابن اللأنباري ص 63، وأدلة النحو ص229.


[5]ـ يُنْظَر : لمع الأدلة  لابن الأنباري ص 141 .