الحرف ذات الصبغة الغذائية في عهد النبوة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة دمياط

المستخلص

     تعد الحرف الغذائية من أهم الحرف التى وجدت فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن تنوعها حيث امتهنت حين ذاک؛ حرفة الصياد، واللحام، والطباخ، والشواء، وصانع الخبز والتمار، وبائع الطعام، وبائع اللبن، والسقا، وبائع الأقداح، وغيرها من الحرف. وليس أدل من أهمية الحرف الغذائية أکثر من کون الصحابة الکرام من المهاجرين والأنصار کانوا أصحاب مهن وحرف غذائية، فمنهم من عمل لحاماً وجزاراً وصياداً.
      والجدير بالذکر هو ارتباط بعض الحرف بالصدقة فعن أبى مسعود البدرى([1])قال: کان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالصدقة، فما يجد أحدنا شيئا يتصدق به حتى ينطلق إلى السوق، فيحمل على ظهره، فيجيء بالمد فيعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنى لأعرف اليوم رجلًا له مائة ألف ما کان له يومئذ درهم. رواه النسائي([2])، وهو مايؤکد أهمية هذه الحرفة وکونها حرفة مستحبة، بينما هناک من الحرف ما کان غير مستحب فقد ذکر الطبرانى([3])أن: الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وهب فاختة بنت عمرو الزهرية خالة الرسول صلى الله عليه وسلم غلاماً طلب منها ألا تجعله جزاراً وذلک بسبب النجاسة.([4]) لذا فهي حرفة غير مستحبة.



([1])عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري أبو مسعود البدري، مشهور بکنيته اتفقوا على أنه شهد العقبة واختلفوا في شهوده بدرا. وشهد أحدا وما بعدها ونزل الکوفة، وکان من أصحاب علي، واستخلف مرة على الکوفة. شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي(ت:748هـ): سير أعلام النبلاء(ج2، ط3، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، 1405هـ/1985م)، ص494؛ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي: الإصابة في تمييز الصحابة(ج4، ط1، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، 1412)، ص542.


([2])أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن الخرسانى النسائى(ت:303هـ): المجتبى من السنن(ج7، ط2، حلب، مکتب المطبوعات الاسلامية، 1406هـ/1986م)، ص194.


([3])المعجم الکبير(ج18، ط2، تحقيق: حمدى بن عبد المجيد السلفى، القاهرة، مکتبة ابن تيمية، 1415هـ/1994م)، ص176؛ الکتانى: التراتيب الادارية، ج2، ص70.


([4])جاء فى الحديث عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وهبت خالتي فاختة بنت عمرو غلامًا، وأمرتها أن لا تجعله جازرًا ولا صائغًا ولا حجامًا". أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. أبو الحسن على بن محمد بن عبد الکريم الجزرى المعروف بابن الأثير: أسد الغابة(ج3، ط1، دار بن حزم، 1433هـ/2012م)، ص392.