جملتا الاستفهام والنداء في کتاب الأربعين النووية دراســة وصـــفية تحـــليلية إحـــصائية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

ماذا يعني مفهوم الجملة عند النحاة ؟ .
تعددت دلالات هذا المصطلح عند النحاة وتنوعت بين دلالته على الترکيب المفيد، والترکيب الذي يتضمن إسنادا، فمن النحويين من ذهب إلى الاتجاهين، ومنهم من حاول الجمع بينهما.
فالاتجاه الأول يمثله أبو الفتح عثمان بن جني (ت سنة 392هـ)  بقوله : (أما الکلام فکل لفظ مستقل بنفسه، مفيد لمعناه، وهو الذي يسميه النحويون (الجمل)، نحو: زيد أخوک، وقام محمد، وفي الدار أبوک، وصه، ومه )([1]) ، فقوله السابق يمثل مفهوم الجملة عن طريق المقابلة والموازنة بينها وبين عدد  من المصطلحات الأخر، (کالکلام، والقول)، فيرى أن محورها الفائدة بغض النظر عن توافر عناصر الإسناد بها .
أما الاتجاه الثاني فيمثله أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني (ت سنة 384هـ) ([2]) فهو يربط مفهوم الجملة بالإسناد سواء أفاد فائدة تامة أو لم يفدها، حيث يقول : إن الجملة هي المبينة من موضوع  ومحمول للفائدة، وهو يقرر أن الجملة تقتضي ترکيبا يستلزم عنصرين: الموضوع، أي المحکوم عليه والمتحَدَّث عنه.



1- الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني، بتحقيق محمد علي النجار، طبعة المکتبة العلمية(1/17).


2-وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لأبي العباس شمس الدين أحمد بن أبي بکر بن خلکان(3/199)، تحقيق إحسان عباس، طبعة دار صادر ببيروت.