تقويم نشاطات التعلم في مقرر لغتي الخالدة في ضوء مهارات الاستماع الناقد المناسبة لتلاميذ الصف الثالث المتوسط

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية جامعة الطائف

المستخلص

 اللغة أداة التعبير عن الفکر والعاطفة، وأداة التأثّر والتأثير، وهي إن لم تکن وفق نظام وقوانين تحکمها، فسيختل التفکير، ويضطرب التعبير، ويَنعدم التأثير، ويجمع المختصون في علم اللغة على أنّ اللغة نظام من رموز وعلاقات صوتيّة وکتابيّة، يستغلها النّاس في الاتصال ببعضهم، وفي التعبير عن أفکارهم.
کما أنها الأداة التي انتقلت بها الثقافة العربية الإسلامية من جيلٍ لآخر عبر القرون الطوال ، وهي التي حملت الإسلام وحضارته خارج حدود الجزيرة العربية ، وارتبطت بحياة المسلمين ، فلم تقتصر على کونها لغة الدين، والعبادة؛ بل أصبحت لغة الحضارة بکل تفاصيلها (هندي 1433ه، ص11) .
والاستماع وسيلة الاتصال اللغوي الأولى؛ فقد أدّى دوراً مهمّاً في عملية التعليم والتعلم على مر العصور  ومع ذلک فلم يلق حظه من العناية والدراسة حتى وقتٍ قريب ؛حيث افترض أن کل التلاميذ يستمعون بکفاية إذا طلب منهم ذلک ، وهذا عکس ما أثبتته الدراسات الحديثة التي اتفقت أن الاستماع مهارة ذو مهارات کثيرة، وأنه عملية معقدة تحتاج إلى تدريب، وعناية (مدکور 1991،ص76).
والاستماع الناقد يعني  القدرة على استخلاص الأفکار الرئيسة من النص المسموع، و تحديد موضوع الاستماع، واکتشاف العلاقات، واسترجاع معلومات مخزونه، وعمل استنتاجات، وفهم دلالات الکلمات المفتاحية، وتقديم الأدلة و البراهين، وتعرف الکلمات  الجديدة، واکتشاف الأخطاء اللغوية. و الاستماع الناقد مستوى متقدما من مستويات استيعاب المسموع التي تتخذ شکلا هرميا، إذ يعتمد الاستيعاب في المستويات العليا على نجاح المستمع في استيعاب لمستويات الدنيا(عبد الباري، 2011م، ص221).
وجملة القول إن الاستماع الناقد يتطلب الإصغاء والترکيز، ويتضمن ممارسة العمليات العقلية العليا کالفهم، والتفسير، والتحليل، والربط، والمقارنة، والتقويم، وإصدار أحکام بشأن المادة المسموعة، وقد يقبلها أو يرفضها.(أبو سرحان،2014م، ص446).