استخدام الحاسوب والإنترنت في تنمية قدرة طلاب المرحلة الثانوية العامة على فهم مقرر البلاغة في ضوء معايير الجودة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

(أستاذ مساعد بجامعة الطائف – جامعة الفيوم)

المستخلص

الرحمنُ ، علَّم القُرآنَ ، خَلقَ الإنْسانَ ، علَّمهُ البَيانَ" (الرحمن، 1 : 4)*. خلق الله الإنسانَ فأبدع خلقه ، ومن آيات إبداعه أنه قومه أحسن تقويم ، وأنه کرمه بالعقل الذي به يفکر ويدبر ، وأنه خصه باللغة التي بها يبين ويوصل ويؤثر . والعقل واللغة في الإنسان وحده لا ينفصلان ، ولهذا قال الفلاسفة قديماً : إن الإنسان حيوان ناطق، وحديثًا قيل: إنه مفکر ومبدع  يعنون بذلک أنه وحده القادر على صوغ أفکاره في ألفاظ وإبانتها والإبداع فيها.
   واللغة من أعجب المبتکرات التي أظهرها التطور البشري (1) فهي في حقيقتها وسيلة من وسائل تنظيم المجتمع الإنساني تربط بين الأفراد والجماعات والشعوب ، وهي وسيلة للتفکير والتعبير والتواصل ، کما أنها وسيلة للتعليم والتعلم ، ووسيلة لحفظ التراث الفکري والثقافي . فاللغة وسيلة الإنسان في التعبير عن النفس والغير والکون ، وفي توصيل أفکاره إلى الآخرين ، وفي التأثير بها عليهم ، بل هي الأداة التي يکون بها عضواً في مجتمع يحقق من خلاله أغراضه من أجل حياة إنسانية يسودها التفاهم والتعاون . فاللغة لها اتصال بکل أشکال النشاط الإنساني ، ولها تأثير في کل مظاهر الحياة . ولا يستطيع الإنسان أن يکون عضواً فعالاً في مجتمعه ونافعاً لنفسه ولغيره إلا عن طريق مقدرته اللغوية على الإبانة عما يريد وعلى التواصل مع الآخرين ، ولن يتمکن من ذلک إلا إذا کان لديه حظ من المعرفة بهذه الأداة – في تعليمه وتعلمه لها – التي ربما يتوقف نجاحه في الحياة على نجاحه في استخدامها.(2)