الخلوة عند الصوفية – دراسة نقدية-

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
الحمد لله الذي بعث رسوله-r-بالکتاب المبين ، الفارق بين الهدى والضلال والغي والرشاد والشک واليقين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
أما بعد :
فقد بحث الباحثون في أصل التصوف ونشأته  ([1])، ووضعوا في ذلک النظريات المختلفة التي لايزال  بعضها قيد البحث . ولا غرابة في ذلک ؛ لأن العوامل التاريخية والتتابع الزمني في التطور الفکري عند الصوفية ، منذ ظهوره وارتباطه بالزهد إلى أن أصبح  حرکة منظمة ومدرسة وطريقة يتخرج فيها الأولياء ، لها قواعدها ورسومها من حيث سيرة المريدين وأخلاقهم وعبادتهم . وأصبح المريد يتلقى قواعد الطريق الصوفي على شيخه, وقد تعددت طرق التصوف.
وتشير الدراسات البحثية في التصوف إلى أن هناک عوامل متعددة  أثرت الفکر الصوفي ؛ کالفلسفات والديانات الشرقية من هندوسية وبوذية وغيرها ،إلى جانب عوامل مستمدة من الدين الإسلامي ،  وقد برز بوضوح أثر الرهبنة في النصرانية على الفکر الصوفي ، إلا أن بعض الکتاب يبذلون جهدهم لنفي ما قيل عن التأثيرات الفکرية الخارجية على المعتقدات والطقوس الصوفية، ويصرون على أن الصوفية بکل ما فيها نابعة من بوتقة الإسلام. ومع أننا جميعاً نعرف بلا شک بأن هذه القضية شغلت الناس قديماً وحديثاً، عرباً ومستشرقين، کما نعرف بأن جمهرة الباحثين يخالفون هذا الرأي.



( [1] ) لن اتعرض في البحث للحديث عن الصوفية ونشأتها لکثرة من کتب عنها.