ماهية العقل الحداثي في المجتمع العربي وتحديات الحداثة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية – جامعة عين شمس

المستخلص

أمام هذه الأوضاع الشاذة التي يعيشها العالم بأسره، أصبح من الضروري إعادة التفکير في ماهية  العقل الذي يجب أن نکتسبه للسمو بالمجتمعات العربية إلى مستوى الاستقرار، والتحرر من الدغمائية والتفکير الوثوقي، وعلى اعتبار أن داخل هذا التفکير الفلسفي يتمازج الإدراک الکلي والشامل للتجربة الإنسانية ، والتفکير الحي المرتبط بالوجود و الواقع المتحرک للإنسان، وهي ازدواجية انعکست لا محالة على طبيعة المجتمع العرب، باعتبارها هي نفسها نوعا من التفکير في المعرفة، فوجب من خلالها تشرع وتوجيه تفکير المواطن، والارتقاء إلى المعارف الکونية ، والانتقال من التصور الجزئي إلى التصور الکلي للوجود، وإحداث مسافات معينة  مع التقليد و الموروث الثقافي ، و تحديث التفکير .
و إذا کنا نعيش لمستقبلنا أکثر مما نعيش لحاضرنا ، و إذا کانت  مطالب المستقبل وأماله مهمة تماما کما هو الشأن لمطالب الحاضر ، فإن خطاب العقل  يجب أن يتوجه لمعالجة المستقبل بالقدر الذي يعالج به الحاضر، ولن يتأتى ذلک إلا عندما يعي الخطاب المجتمعي أننا مع المستقبل سنکون أمام عالم جديد ، عالم يحتاج منا عقلا جديدا ، يعي ذاته أولا و يعي عالمه ثانيا ، و يعي وضعه داخل هذا العالم ثالثا، عقل يقدم طرحا جديدا يعالج به ذلک العالم المتجدد دوما ، المتغيرة ظروفه بين الأضداد[1]، عالم متجدد باستمرار لدرجة أصبح فيها العقل الکلاسيکي عاجز عن تفهم و استيعاب هذه المتغيرات ، بل و مواکبتها أو ملاحقتها



[1] توطئة يوسف طيران کتاب لروبرت أورنشتاين و بول إرليش :" عقل جديد لعالم جديد، کيف نغير طريقة تفکيرنا لنحمي مستقبلنا " ترجمة أحمد مستجير، القاهرة ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، ص 1.