قاعدة السياق وأثرها في تفسير الآيات وشرح الأحاديث تأصيلٌ وتمثيلٌ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السعودية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيِّد المرسلين ، وآله وصحبه والتابعين ، وبعد :
فإن الله عز وجل امتن على ابن آدم بأن خلق له لساناً يتواصل مع بني جلدته به ، قال تعالى: " ألم نجعل له عينين . ولساناً وشفتين "([1]) ، وتعارف کل مجتمع على وسيلة للتواصل بينهم باللسان فيما يسمى باللغات - ولسنا بصدد الحديث عن نشأتها – وکان فيما تعارف الناس عليه أن الکلام المترابط لا يصح فصل أجزائه عن بعض ، بل يفهم مترابطاً کما ورد مترابطاً ، فما يسمى بأسلوب "البتر" وهو اقتصاص جزءٍ من العبارة وتفسيرها بمفردها أسلوب خاطئ ، ولا يُنکر عاقلٌ أنه لو سُلِّم بصحته فإن ذلک يفضي إلى فساد اللغات ، وضياع وسيلة التواصل ، وهو ما نعنيه بالعناية بالسياق ، فتفسير الکلام – ولا سيما خير الکلام: القرآن ثم السنة - لابد أن يُعتنى فيه بالجملة کاملة بل بما هو أعم من ذلک وهو السياق ، وهو ما سيکون بحثه في هذه الأوراق التالية ، والله المسؤول أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .



([1]) سورة البلد آية (8).